خاص شفقنا – بيروت –
لم يكن السيد علوان الياسري زعيما عاديا من الزعامات التي كان لا بد منها في كل
حياة اجتماعية وفي كل حالة أو نمط سياسي من أشكال التنظيم الاجتماعي. لقد كـان
الياسري بحسب كتاب د. حميد أحمد حمدان التميمي ود. عكاب يوسف الركابي، أحد
أولئك الرجال الذين ساهموا في صنع أحداث العراق وتفانوا في بذل الجهد لرســـــــم
مستقبل سياسي له، وبناء دولة عصرية ذات سيادة تامة فيه.
وينطلق الكاتبان في كتابهما الصادر عن دار "العارف للمطبوعات"، من مبدأ الحفظ
للياسري وأمثاله من الرجال تضحياتهم ومجهوداتهم الوطنية التي قطفت ثمارهــــــا
الأجيال اللاحقة، بعيدا عن مبدأ "عبادة الشخصية" ونظرية "الرجل العظيم".
وإذا كان الدور الذي لعبه السيد الياسري في ثورة العشرين في العراق إبان الاحتلال
البريطاني هو الأبرز له والدافع الأكبر في وضع هذا الكتاب كما هو الواضح مـــــــن
سطوره.. فإنه من الواضح أيضا أن تاريخ الياسري النضالي بدأ قبل ذلك بكثير أيـام
العهد العثماني ومواقفه من سياسة هذه الدولة المحتلة وانضمامه الى حركـــــــــات
المعارضة، وصولا الى تفاعله مع الحركة الوطنية التي تبنت القيام بثورة شاملة ضد
الاحتلال البريطاني فكانت ثورة العشرين.
ويسهب الكتاب في شرح الدور الذي أداه السيد الياسري في هذه الثورة ويتحدث عن
مؤتمر كربلاء ثم دوره في الدورتين الانتخابيتين الأولى والثانية قبل دخوله الـــــــى
الحكومة ثم موقفه من وزارة حكمت سليمان الانقلابية عام 1936 وما نتج عنه من
تداع في العلاقة مع هذه الحكومة قبل رفع الحصانة عنه ونفيه عام 1937.
لقد كان للسيد الياسري دورا نضاليا مضيئا في تاريخ العراق، وهو كمعظم المناضلين
في العالم لم تكن حياته لتنتهِ من دون تجربة السجن الذي ذاقه بسبب مواقـــــــــــــفه
النضالية والانسانية، قبل أن يطلق سراحه عام 1946 ليعتزل الحياة السياسية حتى وفاته عام 1951.