السبت، 24 ديسمبر 2011

رحيل السيد طاهر ملحم الياسري

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لله وإنا إليه راجعون

بقلب ملؤه الرضا بقضاء الله وقدره .. أنعى فقيدنا العم العلامة الخطيب السيد طاهر السيد حسن ملحم الياسري " رحمه الله برحمته الواسعة " وفقيدنا سجل حافل بالمآثر والمناقب الحميدة .. شب وشاب في طريق العلم والجهاد والتبليغ الإسلامي وخط الوعي والتنوير .. أفنى عمره في بيان وجه الرسالة الإسلامية المشرق عبر الخطابة والكتابة حيث أتحف المكتبة الإسلامية بسلسلة من الكتابات المتنورة .. كان له دور في مقارعة التيارات المنحرفة الوافدة .. أعلن رفضه ومعارضته لسياسات النظام البعثي البائد فإضطر للهجرة خارج العراق .. عاد الى وطنه بعد سقوط الصنم متطلعا الى عراق جديد يعمه الخير ويسوده السلام متعشما بأبناءه والجيل الذي تربى تحت منبره أن يأخذ دوره في بناء الإنسان والوطن .

رحمك الله ياعم يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا

ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

محمد السيد شاكر الياسري
النجف الأشرف
24/12/2011

السبت، 5 نوفمبر 2011

سفر الأباة

سفر الأباة

سامي الياسري

هم آل ياسر قد شعت مكارمهم لهم بقلب الورى حب واكبار
انخ رحالك وانزل في مرابعهم ان غالك الهم او شطت بك الدارِ
الباسطون بلا مـــن اكفهم يمشون شوقا بدرب الخير ان ساروا
يحدون درب المعالي في مسيرتهم على خطاهم زها ورد ونوار
فدوحة الحق والايمان دوحتهم مبرؤون من الاثام اطهار
نور النبوة والقران شرفهم حتى تسامى لهم شان ومقدار
فعترة المصطفى الهادي جدودهم وامهم فاطم شمس واقمار
فآل ياسر ما لانوا بمعترك للاجنبي فما ذلوا ولا خاروا
من عزم زيد شهيد الحق جدهم اعطوا الغزاة دروسا حينما ثاروا
ماء الفرات على موجاته صور وفي الشواطئ اسرار واخبار
ينبيك ما اورث الاباء من شيم خطت بامجادها للفخر اسفار
لا يسالون بيوم الروع ان ندبوا عن الصعاب فهم عصف واعصار
مجاهدون حسينيون ان وثبوا شبت بلندن من نيرانهم نار
هم ال ياسر في ذي قار تعرفهم اذا دعوت فهم جند وانصار
صروحهم شاهقات في تألقها على المعالي بهم عزم واصرار
هم ال ياسر في ميسان م وجدوا كانو شموسا وهل للشمس انكار
ارث من العلم والتقوى ومن شرف عن العقيدة ما حادوا ولا حاروا
آبوا الى الله والايمان زادهم غير الهدى وصراط الحق ما اختاروا
من ياسر وعلي العالم ابتدأت تلك البذور لها زهر واثمار
القائمون بأكناف مواطأة في كل ليل لهم سجد واذكار
عاشوا اباة بعز العلم يرفعهم كأن ذكرهم في الدهر قيثار

الأحد، 18 سبتمبر 2011

الياسري .. مسيرة نحو النجوم










الشهيد السعيد شاكر الياسري 

مسيرة نحو النجوم  

هو العلامة المجاهد الخطيب اللامع الشهيد السيد شاكر السيد كدر "قدر" السيد      سلمان السيد موسى السيد مذخور السيد ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي خان بن خفان بن ياسر الكبير " ومنه لقب الياسري" بن شوكة الكبير بن عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسن علي بن أحمد أبو المنصور بن أبي عبد الله المعروف بكنيته بن أبي الهيجاء أحمد بن أبي الحسين زيد الأسوود بن الحسين بن أبي الحسن علي الملقب " علي كتيلة " بن يحيى المحدث بن يحيى الأول بن الحسين ذو الدمعة والعبرة بن الفقيه الثائر زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب "عليهم السلام" > 
   ولد عام 1935 في مدينة سوق الشيوخ العريقة من مدن العراق في محافظة ذي قار مدينة الجهاد كما سماها المجاهد الحبوبي ..     من أسرة ذاع صيتها في جنوب ووسط العراق وهم السادة آل ياسر حمولة السادة أخوة سمية .. أسرة علم ودين وفضل وجهاد وأسرة مجد وكرم وشجاعة .. والده الثائر الوطني السيد كدر قدر السيد سلمان الياسري الذي قاوم المحتل البريطاني الى جانب المجاهد آية الله الحبوبي عام 1914 و1915 وشارك ببسالة في ثورة العشرين وكان له دور المفجر في ثورة 1935 والتي حكم على أثرها بالإعدام ونجى بكرامة شهيرة .. 
 
برز من أسرته آية الله السيد راضي الياسري والحجة السيد محمد حسين الياسري والمحقق الكبير السيد عبد الزهراء الخطيب الياسري والخطيب الكبير السيد طاهر ملحم الياسري والعلامة هادي فياض الياسري وغيرهم .. 
    
هاجر الى النجف الأشرف عام 1968م  طلبا للعلم الديني فيها بعد أن ذاق مرارات السجون في زمن الحكم العارفي ..
  
درس عند كبار العلماء كآية الله السيد محمود الشاهرودي وآية الله السيد محسن الحكيم وآية الله السيد روح الله الخميني وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله السيد نصر الله المستبط .إلتحق بجامعة النجف الدينية التي أسسها آية الله السيد محمد كلانتر وتخرج منها ومارس التدريس فيها .       وحاز على العديد من الوكالات العامة وأبرزها من المرجعين الكبيرين الحكيم والخوئي .
   
فبرز كعالم دين بارع ورع تقي زاهد وخطيب لامع شجاع جسور ومنبر جريء في زمن عنفوان الطاغية وذروة جبروته وظلمه .. لا تلومه في الله لومة لائم يقول الحق ولا ينظر خلفه .. تشهد له بذلك منابر ومساجد ومضائف العراق . 
   
فقد كانت مجالسه عامرة عقدت له المجالس في مختلف مناطق العراق وخارجه سيما في البصرة وذي قار والنجف وكربلاء وبغداد وغيرها كما عقد له مجلس في الصحن الحيدري الشريف كما كانت تعقد له المجالس في بيوت وبرانيات كبار العلماء في النجف الأشرف وينقل عنه أحد فضلاء الحوزة العلمية جرأته في مجالس العلماء في مطالبتهم بإظهار علمهم وكسر الجمود والتحجر والتحرك لتخليص الأمة من الظلم المحدق بها يوم كان لا يجرأ أحد على ذلك .. 
   
كان له دور كبير في بناء المساجد وأعمال الخير ورعاية الفقراء والمحرومين وكفالة الأيتام وعوائل الشهداء من ضحايا النظام الصدامي .برع في علوم الفقه والعقائد والتاريخ والأنساب كما برع في مجال العمل الإسلامي والخيري والعلاقات الإجتماعية وإصلاح ذات البين وهداية الناس الى سبيل الرشاد فقد إهتدى على يديه العديد من الشباب الذين كانوا قد ظلوا سواء السبيل ودخل بعضهم الى الحوزات الدينية وأصبح لهم شأن .
 
إهتم السيد الشهيد بجمع كلمة العشائر العراقية الأصيلة وجذبهم للصف الإسلامي وخصوصا من أبناء عشيرته السادة آل ياسر في العراق وقد جاب في سبيل ذلك مختلف المحافظات ومازالت مواثيقهم موقعة بختمه الشريف خصوصا السادة آل ياسر حمولة آخوة سمية وهو علامة في النسب والتحقيق وله مخطوطات في هذا المجال ..
 
كان يرعى أبناء الحركة الإسلامية ويرشدهم ويوجههم ويكن الحب والتقدير والإحترام لزعيمهم المؤسس المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وقد رعى عوائل الشهداء منهم فقد كان داره مثابة للقاء الثوار والمجاهدين والشباب المتدين .     كان نشاطه الديني والإجتماعي موضع توجس النظام لذا فقد فرضوا عليه رقابه وتعرض للعديد من المضايقات وحاولوا أن يمنعوه من مواصلة الخطابة والنشاط الديني بمختلف الوسائل وقد بائوا بالفشل فقد تحدى أجهزة القمع البعثية الصدامية مرات ومرات في إقامة المجالس الحسينية في سنوات المنع وله في ذلك ملاحم وقصص وفي قيادة المسيرات الراجلة الى كربلاء وتقديم الخدمات للزائرين رغم المطاردة
  . وقد كان السيد الشهيد على يقين من أمره وعلى علم وموعد مع الشهادة إذ ينقل دفانه أن الشهيد السيد شاكر الياسري جائني قبل يوم من إستشهاده وأخذني الى مكان قبره وقام بنفسه بفرش التراب في لحده والتمدد فيه ثم خرج وقال لي إستعد ليوم غد ستأتيك جنازة وكانت المفاجئة أن يأتي خبر إستشهاده في اليوم التالي غدرا على يد عصابات البعث الصدامي
  فما كان منهم إلا إتخاذ قرارهم المشؤوم بتصفيته بصورة مفجعة مروعة تستعيد الى الأذهان فاجعة جديه الحسين "ع" وزيد "رض" .. الذين طالما رثاهما بصوته الحزين الرخيم الجميل.. فقد إستدرجوه بطريقة خبيثة ثم قاموا بتصفيته بجهاز الثقب الكهربائي "دريل" حيث وجدت ثلاثة ثقوب في رأسه الشريف ثم ألقوا به ليلا في أحد شوارع النجف الأشرف وقاموا بسحقه بإحدى سيارات الأمن البعثي وذلك ليلة 25 / 5/ 1988 ضمن حملة مسعورة لإغتيال وتصفية خطباء المنبر الحسيني ذهب ضحيتها العشرات من الخطباء إتخذ قرارها المجرم صدام ونفذتها عصابات البعث للجريمة المنظمة .      أعقب السيد الشهيد أربعة من الذكور وهم حامد وماجد وخالد ومحمد ويعتبر ولده العلامة المجاهد السيد محمد الياسري من الرموز الدينية والسياسية والإجتماعية المؤثرة في المجتمع العراقي وفي النجف الأشرف.   وقد أبنه إبن عمه الأديب الكبير السيد جابر غانم الياسري بالأبيات التالية :
بأبي محـمد يحسن الــــذكر   ويبيـــت ملـــــئ رداءه الطهر
      ياثائرا بكت العيـــــون         دما لفراقه وتفجر الشعــر 
نفس تعشـق كــل مكرمة       لا الكــبر يثنيها ولاالوفــر
أبت الخضوع لغير بارئها        لم تخشى ما يأتي به الدهر

 وثوى ببيت لاعشير بـــه        إلا العلى والمجد والفخ
ـر

وفي موضع آخر

ولست بغال أن أشيد بمجدكم *** ومنا أبو موسى الخطيب المبحر

وذاك الشهيد الفذ مازال ذكره *** يعاودنا والموقف الصعب يذكر

أبو حامد صنو المروءة والندى *** عزيز علينا ذكره حين ينشر

إذا إفتخرت بالفضل يوما جماعة *** فذا شاكر منا وذا الشهم منحر

ولسان حاله 

تركتُ الخلقَ طراً في هواكا * وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا

فلو قطّعتني في الحب إرباً * لما مال الفؤادُ إلى سواكا

فخذ ما شئتَ يا مولاي مني * أنا القربانُ وجّهَني نداكا

أتيتك يا إلهي عند وعدي * منيباً علّني أحظى رضاكا

       أنا المشتاقُ للّقيا فخـــذني ***وهل لي منية إلا لقاكا
 
أقدّمُ كلَ مـــا عندي فداءً **** ومالي رغبةً إلاّ فداكا


سلكتُ الكربَ و الأهوالَ درباً * وجئتُ ملبياً أخطو خطاكا

وطلقتُ الحياة بساكنيها * وعفتُ الأهلَ ملتمسا قِراكا

                                      تعهدتُ الوفاءَ بكل دين *** ودينك يوم عاشورا أتاكا          
  

فسلام عليك يا أبا حامد يوم ولدت ويوم أستشهدت مضرجا بدمك ويوم تبعث حيا .

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

السيد كدر "قدر" السيد سلمان الياسري الثائر الوطني الذي ظلمته الذاكرة



  • السيد كدر "قدر" السيد سلمان الياسري
    الثائر الوطني الذي ظلمته الذاكرة
    Mr. Yasiri as rebellious national wronged memory

    أعده قسم الوثائق في
    مؤسسة الياسري الخيرية

    • شارك ببسالة في ثورة العشرين ومقاومة المحتل البريطاني عام 1914 و1915 و1918 في لواء المنتفك في العراق .
    • مفجر ثورة سوق الشيوخ عام 1935 ضد سلطة الإنتداب البريطاني .
    • حكم عليه بالإعدام بعد ثورة 35 وخفف الى الأشغال الشاقة بكرامة شهيرة.

    عام 1876م ولد السيد كدر السيد سلمان الياسري في ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر وقد أسماه والده (كدر) وهي اللفظة العامية ل(قدر) تيمنا بهذه الليلة المباركة .
    وذلك أبان حكم الوالي العثماني مدحت باشا .. ولد في لواء المنتفك ومركزه سوق الشيوخ غابة النخيل وسليلة المجد التي ورثت حضارة سومر بالصميم .. مرتع الأدب والأشعار حارسة الصحراء والقوافل والحداء .. حاضرة المضايف والدواوين .. قامت على أيشان سومرية .. مر بها العثمانيون الأتراك ولم تبتسم لهم ودخلها الإنجليز وإنحسروا بعد أن حاربتهم .
    شهدت تسميتها بسوق الشيوخ عام 1761 بعد أن إتخذها الشيوخ مركزا لمشيختهم .. ثم في عام 1870م إعتبرت قضاءا وعين حسين باشا قائمقاما فيها .
    هناك وفي إحدى القرى الجميلة التي يقطنها السادة آل ياسر الكبير وتشتهر نخوتهم "أخوة سمية" .. ولد السيد كدر السيد سلمان السيد موسى السيد مذخور بن ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي بن خفان بن ياسر الأول الكبير الجد الأكبر للسادة آل ياسر في عموم العراق الذي يصل بنسبه الى الفقيه الثائر زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين ين الإمام علي بن أبي طالب.ع. وجاءت نخوتهم بأخوة سمية من حادثة طريفة تعبر عن القيم العربية الهاشمية السامية والغيرة الأصيلة التي يتحلى بها السادة حيث إنتصروا لامرأة مظلومة مضطهدة فأصبحت معززة مكرمة في فومها وهذه النخوة يختص بها أولاد السيد ناصر بن شلال السبعة والسيد ناصر هو عم السيد ياسر الثاني جد السادة آل علي ومنهم السيد نور والسيد علوان في المشخاب والسيد مالك في الكوت . وقد برز من السادة آل ياسر أخوة أسمية رجالات يفخر بهم تأريخ العراق كآية الله السيد راضي السيد عثمان الياسري وهو من كبار علماء ذي قار وقد شهد له زعيم الطائفة السيد أبو الحسن الأصفهاني بالعلم والفضل في حينه والسيد عبد الزهراء الخطيب الياسري صاحب كتاب مصادر وأسانيد نهج البلاغة وهو محقق كبير شهد له كبار العلماء والمحققين والعلامة السيد هادي فياض الياسري عميد كلية الفقه والأستاذ عبد الله فياض الياسري صاحب كتاب تأريخ التشيع والسيد طاهر ملحم الياسري صاحب كتاب الدين والتمدين والسيد محسن نعيمة كبير سادات الجنوب والأديب السيد جابر غانم ووالشهيد المجاهد مثال القيم الفاضلة السيد شاكر السيد كدر الياسري وغيرهم الكثير .
    نشأ السيد كدر السيد سلمان الياسري في ناحية العكيكة الدرة العالقة في جيد ذي قار وهي أكبر نواحي سوق الشيوخ وقد وصفها أحد أبنائها الأدباء بقوله " جزيرة ساحرة غافية على ضفة الفرات تستظل ببساتين النخيل الكثيفة المحيطة بها من كل الجهات وتمثل أشهر أنواع التمور وأطيبها مذاقا .. حيث نخيل شاطئ نهر السفحة المتفرع من الفرات جنوب العكيكة ويمثل مركز الناحية نقطة تفرع لنهر الفرات الى فرعين ينتهيان بعد مسافة قصيرة في هور الحمار بعد أن يمر أحدهما بسوق الشيوخ ليجعل ثلثيه على الجانب الأيمن منه .. ومع نهر غليوين الذي يسبق هذا التفرع لينشق عن نهر الفرات قريب دخوله الى الناحية تلتقي هذه الفروع لتقول أن الفرات واحد بكل مافيه من تجزئة جغرافية وهذه الأفرع الثلاثة تلتقي جميعها جنوب شرقي سوق الشيوخ مشكلة نهرا واحدا يعتبر المصب الرئيسي لهور الحمار والذي بدوره يمتد الى أن يصل الى القرنة ليلتأم شمل الفرات مع دجلة في شط العرب .
    وإسم العكيكة جاء كونها مركزا تجاريا نهريا بين الأرياف التابعة لها وفيها سوق تباع فيه البضائع الغذائية المحلية وغيرها وأشهرها " العكة " وهي وعاء يوضع فيه الزيت الحيواني " الدهن الحر " وهناك روايات أخرى في سبب التسمية .
    في هذه الطبيعة الجذابة التي تعكس نعم الخالق التي لا تعد ولا تحصى نشأ الثائر الوطني الراحل في أرض طيبة ومجتمع متآخي يضج بالكرم والشجاعة والمضايف العربية المشرعة أبوابها للرائح والغادي .. الحافلة برجالاتها وفحولها وهي مضايف لا تخلو من العلم والأدب والمناظرات والمباريات الشعرية وإحياء الشعائر الدينية وحل النزاعات العشائرية وقد أنجبت العديد من علماء وأدباء ورجال العراق .
    وهو من البيت الهاشمي العلوي الذي يتمتع بمكانه خاصة بين العشائر هناك ويكون مسؤولا بدرجة كبيرة عن حل النزاعات العشائرية فتتعقد الأمور وتذكى النزاعات فيأتي السيد ليكون مصلحا بين الأطراف والأكثر من ذلك يدخل السيد في وسط المعارك الضارية التي تدور بين عشيرة وأخرى ليفرض عليهم الهدنة (العطوة) فتتوقف المعركة التي عجزت عن إيقاف بعضها الحكومات المتعاقبة .
    وكان الآباء آنذاك يهتمون بتعليم أبنائهم ركوب الخيل والسباحة والرماية والصيد للدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته ويربوهم على الكرم وإقراء الضيف وإعزازه والإنتصار للمظلوم .. فتتشكل شخصيتة الكريمة الشجاعة المتدينة المسؤولة . فضلا عن إدخاله الكتاتيب لتعليمه القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتعليمهم السنة النبوية المطهرة وأحكام الشريعة الإسلامية .. لتحصينه بالوعي الديني .
    وكان السيد كدر السيد سلمان الياسري بحق مضربا للمثل في الشجاعة والكرم والنباهة وسرعة البديهة فهو وجه قومه وكبيرهم بعد والده .. وكان بارعا في السلاح والقتال مقداما في النزال لا يخشى الرجال وإن كثروا .
    وقد برز كمقاتل باسل مقاوم في المعارك الضارية التي شهدتها العكيكة في سوق الشيوخ بين العشائر وقوات الإحتلال البريطاني عام 1915 فكانت العكيكة القلعة التي دمرت عندها أكبر المراكب العسكرية البريطانية والتي غرق الكثير منها قبالة الثكنة في معركة السفحة حيث توجد سدة يبلغ سمكها 30 قدما كانت قد بنتها العشائر وقامت هندسة القوات البريطانية بنسفها .. وكان السيد كدر وعشيرتة كبقية العشائر قد بدأؤوا منذ عام 1914 بتزييت بنادقم كما يشير عبد الرزاق الحسني في تاريخ الوزارات العراقية وحفر الخنادق تحت الأشجار..
    وينقل أن إحدى الأشجار قد آذت القوات البريطانية كثيرا حيث كان بعض الثوار يتستر بها فأمر أحد الضباط بنسفها قائلا (إقطعوا تلك الشجرة الخبيثة ) و يعتبر البعض أن ماكنة الدعاية البعثية الصدامية قد أشاعت هذه العبارة ضد أبناء ذي قار لأنها من المدن المعارضة للنظام الجائر .
    ويؤكد الدكتور عبد الله الجوراني في كتابه " دراسة وثائقية في تاريخ المنتفك الوطني " ( وبالفعل تحركت القوات البريطانية في السابع والعشرين من حزيران 1915 يحدوها الأمل بإحتلال مدينة الناصرية وعند وصول هذه القوات الى ضفة نهر الفرات اليسرى دارت معركة عنيفة .. وبعد مقاومة أبداها المدافعون تمكنت من عبور هور السفحة الى نهر الفرات في الخامس من تموز 1915 بعد أن فقد " 25" قتيلا و " 84" جريحا ).
    من هنا فقد واجه البريطانيون مقاومة عنيفة في المنتفك تكبدوا خلالها خسائر كبيرة .. كما انتشرت في صفوف جنودهم الأمراض مما إضطرهم الى طلب تعزيزات عسكرية لتحشيدها بإتجاه إحتلال الناصرية .
    وقد إستجاب السيد كدر الياسري لنداء الجهاد الذي أطلقه علماء الدين في النجف الأشرف .. فقد توجه من النجف الأشرف الى ساحة الحرب عن طريق الفرات عدد من المجتهدين مع أتباعهم مستنهضين همم العشائر .. وكانت أول مجموعة من المجاهدين برئاسة آية الله السيد محمد سعيد الحبوبي وكان أشد المجاهدين حماسا للجهاد وقد أطلق على ذي قار " مدينة الجهاد " وفي منتصف كانون الثاني 1915 كان الثوار بإنتظاره .
    وقد إلتحق السيد كدر بركب الجهاد المقدس الذي يقوده المجاهد الحبوبي الذي إلتحق به الالاف من عشائر سوق الشيوخ فتوجه بهم الى الشعيبة .. تحملهم مئات السفن الشراعية وهي تمخر مياه الفرات وهور الحمار .. كما يروي المرحوم الشبيبي في مذكراته .. ويقدر عددهم بثلاثين ألف راجل وعشرة آلالاف فارس وقد إلتحق معهم عدة آلالآف من الجنود .
    ونتيجة المقاومة الشديدة التي واجهها البريطانيون من أبناء المنتفك فرضوا عليهم فيما بعد حصارا ومنعوهم من التبضع من المدينة .. فقابلتهم العشائر بالمثل ورفضوا إرسال منتوجاتهم المحلية الى المدينة مما إضطر البريطانيين الإتفاق مع بعض المتعهدين المحلين للحصول عن طريقهم على المواد الغذائية اللازمة لقواتهم وقد أضحى المتعهدون مثار إزدراء الناس .
    في هذه الفترة بدأ أبناء العشائر يعدوا العدة لمعركة كبيرة مقبلة وقد أعد السيد كدر السيد سلمان نفسه مع قومه لمعركة طويلة لطرد المحتل البريطاني .
    فقد أسهمت السياسة التعسفية للإدارة البريطانية في تأجيج مشاعر العداء ضدهم والإستعداد لثورة العشرين المجيدة وبدأت الإجتماعات في المنتفك ومدن الفرات الأوسط تتوالى وقد ذهب ممثلون عن عشائر سوق الشيوخ للاجتماع في دار السيد علوان الياسري في المشخاب في السادس عشر من نيسان عام 1920م .. وقد إتفق زعماء المنتقك على قطع خطوط سكك الحديد ومهاجمة القوات البريطانية كما تشير التقارير البريطانية السرية الى ذلك .
    وفي التاسع من آب 1920 بدأت العشائر بالهجوم على القوات البريطانية وقطعت أجزاءا من سكة الحديد أثناء الليل لمنع وصول الإمدادات العسكرية كما قطع الثوار خطوط التلغراف وفي الحادي والثلاثين من آب 1920 أعلن الثوار بعد معارك كبيرة عن طردهم المحتلين وتسلم إدارة المدينة وقد أنزلوا العلم البريطاني من على سراي السلطة ورفعوا بدله العلم العراقي .
    وهكذا شارك السيد كدر الياسري ببسالة في ثورة العشرين وما سبقها من مقاومة ضد المحتل البريطاني .. وهو نضال شعبي عظيم شاركت فيه جميع شرائح المجتمع وعدت المساهمة فيه واجبا مقدسا والفرار عنه عار يلاح الفارون الى يوم الناس .
    الدور الوطني الثوري للسيد كدر السيد سلمان الياسري
    في إنتفاظة سوق الشيوخ عام 1935
    كان السركال والنكاش والفلاح في ظل الإدارة البريطانية أكثر شعورا بظلم الملاكين الذين حصلوا على حصص كبيرة من الأرض بفضل نظام الطابو في زمن العثمانيين الذين تعاملوا فيه بنزعة طائفية إنتفع منها آل السعدون .. فقد أعطيت سندات الطابو رغم أنف الزراع الأصليين .. ومن المشاكل التي حدثت في تشرين الثاني 1931 في عشائر العكيكة رفض السراكيل تخفيض أسعار التمور التي كانت باهظة .. والتي لا تسد ثمن محصولات الفلاحيين الأمر الذي رفضه الفلاحون وذلك بإمتناعهم عن دفع المقطوع لهذه المحاصيل الى الملاك وحكومة الإنتداب البريطاني .
    وبدأ الفلاحون والنكاشة والسراكيل يضغطون على الإقطاعيين الذين تساندهم الحكومة .. ونتيجة لهذه المشاكل بدأت تنشأ النزاعات العشائرية وبدأت حوادث القتل تبلغ من 20 الى 30 جريمة قتل شهريا بسبب هذه الصراعات .
    وكانت العشائر آنذاك قوية التسلح الأمر الذي شجعها على الرفض وعدم الإنصياع والإمتناع عن دفع الضرائب المجحفة التي تشكل عبئا كبيرا على كاهل الجميع .
    وقد وصل إستياء الفلاحين والنكاشة والشيوخ غير المتملكين الى نقطة اللارجعة . وبدأت الشكاوى تصل الى النجف الأشرف حيث المرجعيات الدينية خصوصا المرجع الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء الذي وقعت القبائل أمامه ميثاقا وطنيا .. وبدأ الإتصال بالمعارضة ورؤساء العشائر في الحلة والديوانية وكربلاء والنجف وبغداد .. فيما وقف بعض رؤساء العشائر الإقطاعيين وبعضهم كان له دور في ثورة العشرين ضد الثورة لأنها تضرب مصالحهم الخاصة وتلك إنتكاسة في تأريخم الوطني .
    ويشير الحسني في تاريخ الوزارات العراقية كما يذكره الجوراني في مصدر سابق الى أن أول شراره لثورة 1935 كانت من ناحية العكيكة .
    إذ تقدم السيد كدر السيد سلمان الياسري وإبن عمه السيد إعذافه السيد علي الياسري ولفيف من بني خيكان الى ناحية العكيكة في يوم التاسع من مايس 1935 فحاصروها ودارت معركة ضارية بينهم وقد تم إختراق تحصين مبنى الناحية ودارت معركة داخل المبنى حيث كان أحد الضباط يقف على مرتفع فصعد إليه إعذافة السيد علي خالي اليدين بعد نفاذ ذخيرة سلاحه فأمطره بالرصاص لكنه واصل طريقه حتى وصل إله فأخذ سلاحه وقتله به وسقط الإثنان قتيلين .
    الأمر الذي حدا بالسيد كدر السيد سلمان بتأجيج الثوار بإتجاه سوق الشيوخ بعد السيطرة على الناحية تماما .. ومن أهازيجه الشعبية " كل حي بالدنية إعليه موته" من هنا بدأت العشائر تهاجم مركز سوق الشيوخ حتى سيطرت عليه ولجأ موظفو القضاء الى دار العالم محمد حسن حيدر فأحسن إليهم وحماهم وألبس الحاكم عبد الرحمن الدوري ألبسة النساء ودخل القائمقام وفيق حبيب على مضيف الشيخ بدر الرميض .
    إستبسل الثوار في الهجوم حتى تسلموا حامية السوق بعد أن فقدوا أربعين من قواتهم بينهم إمرأة وطفل .. يوم الرابع عشر من مايس 1935 العاشر من صفر وأصدرت السلطة بيانا رسميا جاء فيه " قامت العشائر المحيطة بسوق الشيوخ ضد السلطة " .
    بعدها إستعدت عشائر سوق الشيوخ للوقوق بوجه السلطة فإلتحقت بالثورة عشائر حجام بزعامة ريسان الكاصد وآل حسن وآل شميس وآل إزيرج وغيرها .. فتمت محاصرة مركز المدينة ووصلت أعداد المسلحين أكثر م 2000 مقاتل في الثالث عشر من الشهر المذكور وبدأت المحاصرة لساعات طويلة قطعت خلالها أسلاك ووسائل الإتصال بين الناصرية والسماوة وسوق الشيوخ وتمت سيطرة الثوار على طرق المواصلات .
    تمكنت العشائر الثائرة من السيطرة الكلية على المدينة في الرابع عشر من مايس والإستيلاء على مخافر الشرطة ومراكز النواحي .. إعترفت سلطة الإنتداب صراحة بعجزها عن التصدي والمقاومة فسلم قائمقام القضاء علي كمال نفسه للأهالي وتم أسر عدد من قوات سلطة الإنتداب بحدود " 300" شخص .
    وقد وصل عدد المقاتلين الذين إشتركوا في الإنتفاظة أو الثورة بحدود " 11000" أحد عشر ألف مقاتل .
    بدأت السلطة بتعزيز قواتها للهجوم على سوق الشيوخ فقد وصلت قوات الفوج الرابع ووصل وزير الدفاع والمفتش البريطاني في وزارة الداخلية وكان ممثل الثوار في المفاوضات هو الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في النجف .
    ومن الشخصيات التي إلتحقت بالثورة ريسان الكاصد .. وفرهود الفندي الذي تراجع وإستائت العشائر من بعض تصرفاته .. وحاتم العجيل وحمودة المزيعل وعنيد ياسر وخيون عيسى المحسن وعطشان دخيل البشارة وعبد الحسين العفريت وحسين علي مختار الكرمة وعجيل الشويلي وغيرهم .
    بدأت السلطة بالهجوم الجوي فإزداد قصف الطائرات على الأهالي وأدى القصف الى قتل المزيد من الأرواح وتدمير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية .. الأمر الذي حدا برؤساء العشائر كل من عجيل الشويلي شيخ الحسينات وكاطع البطي شيخ آل إزيرج ومنشد الحبيب شيخ الغزي بالحضور الى الناصرية وتقديم الولاء للحكومة يوم 20 مايس 1935 .
    الأمر الذي إستاء منه السيد كدر والثوار معه وعشائر سوق الشيوخ من قيام رؤساء العشائر المذكورين وغيرهم بتقديم الولاء والطاعة للسلطة وإعتبروا ذلك بمثابة خيانة وخروج على الميثاق .. وبدأ الثوار يرددون الأهازيج " الهوسات " المنددة بذلك وسنورد لا حقا بعضا من تلك الأهازيج .
    كما كان تقديم الولاء من عشائر أخرى قد أدى الى تضييق الخناق على الثوار .. وكان آخر حصن قد قاوم حتى النهاية هو ناحيتي العكيكة والكرمة حيث تمت السيطره عليه في الثاني من حزيران .
    وأعلنت هناك الأحكام العرفية وإتخذت إجراءات قاسية ضد الزعماء والثوار وتم زج العديد منهم في السجون والمعتقلات وصدرت أحكاما بالإعدام بحق أربعة من قادة الثورة بضمنهم السيد كدر وسجن 54شخصا ونفي آخرون .
    ويروي البعض القيام بلف جثث بعض الثوار القتلى في بواري من القصب وحرقها ودعوة النساء للتفرج عليها وقد قام السيد كدر متنكرا مع بعض أبناء عمومته بإنتشال جثث بعض الثوار بضمنهم إعذافة السيد علي ودفنهم بعيدا عن أعين السلطة .
    كانت إنتفاظة سوق الشيوخ من أخطر الإنتفاظات العشائرية المسلحة وقد قدمت خدمة لاتقدر بثمن للحركة الإستقلالية فيما بعد . وكما يقول الجورلني في المصدر السابق " كانت إنتفاظة 1935 الشعبية تجسيدا للتحدي والصمود وعكست الشجاعة الفائقة لدى الأهالي في القرى والأرياف وصدق الروح الوطنية ونبهت المحتلين وأفقدتهم صوابهم في معظم صفحات المقاومة ووقفت مع غيرها من مدن العراق كواحدة من صفحات البطولة والتضحية التي جاهد من خلالها الشعب العراقي ضد المحتلين " .
    وفرضت السلطة غرامات باهضة على العشائر من السلاح والمال الذي يذكره الجوراني في كتابه بتفصيل .. وقد إختلفت الأحكام من الإعدام الى الأشغال الشاقة وقد أطلق سراح البعض كالشيخ منشد الحبيب .
    هاجمت السلطة دار السيد كدر الياسري فإعتقلته وكما تشير الوثائق البريطانية التي يوردها الجوراني في كتابه فقد حكم المجلس العرفي على أربعة أشخاص بالإعدام وهم كل من :
    1ـ بنيان بن بطي .
    2ـ جابر إبن حسن .
    3ـ سيد كدر سيد سلمان .
    4ـ سيد عبد سيد حسن .

    وقد نفذ في صبيحة السادس من حزيران بحق كل من بنيان بن بطي وجابر بن حسن وكان تسلسل السيد كدر الياسري هو الثالث وهنا بدأت العشائر بالضغط لإطلاق سراحه أو تخفيف حكم الإعدام وكما يروي السيد كدر أنه رأى في منامه ليلة تنفيذ حكم الإعدام أن جده الإمام علي بن أبي طالب ع قد جاءه وسقاه ماءا عذبا فإستيقظ مطمئنا ممازحا سجانه الذي كان يقتاده الى مقصلة الشنق بأن جدي سينقذي ولن أشنق فرد عله السجان ساخرا لو جاء جدك بطائره من النجف لا يستطيع اللحاق لإنقاذك فرد السيد لو أنقذني فلي الحق ضربك أمام الناس ..
    فأصعده الجلاد الى منصة الإعدام وأسدل الكيس على رأسه وقرب الحبل .. فيقول رأيت فارسا على جواده يحوم حولي فهتفت( ( من ماي الكوثر يسكيني ) هذا جدي قد جاء .. فجاء الضابط بتليغراف مستعجل بقرار تخفيف الحكم من الإعدام الى الأشغال الشاقة وعندها تجمع حوله الناس إذ إعتبروه صاحب كرامة وبخت وجاء السجان مربتا على كتفه ( والنعم من جدك والنعم من جدك ) فإلتفت إليه السيد ليضربه أمام الناس . فخفف الى المؤبد الأشغال الشاقه وقاموا بوضعه بسفينة لنقله الى بغداد كما يروي إبن عمه سيد حسين سيد يعقوب بأن السيد كدر هتف " يحسين إحضر يوم الشدة " وكان يقصد إبن عمه سيد حسين فقام الأخير مع مجموعة من الثوار بالهجوم على السفينة وإغراقها وتهريب السيد كدر وتلا ذلك إعتقال وقد سجن في بغداد ثم في الموصل الى جنب بعض المناضلين الأكراد .
    بعد ذلك خرج من السجن بعفو عام وواصل دوره الإجتماعي والإصلاحي .. وقد عاصر العديد من الحكومات وكانت له مواقف منها عاصر الحكم الملكي ثم الحكم الجمهوري بقيادة عبد الكريم قاسم والحركة الشيوعية ثم الإنقلاب البعثي الأسود عام 1963 ثم الحكم العارفي وحكم أحمد حسن البكر وآخرها النظام الصدامي الجائر .
    أعقب السيد كدر سبعة من الأولاد شارك بعضهم في معارك التحرير العربية في فلسطين ضد الكيان الصهوني كالسيد عبد المتولد 1925 .. قتل أحد أبناءه السيد محمد ودفن في شمال العراق لم يعقب إلا من ولدين وهما السيد عبد ويقطن مع ذريته في مركز مدينة ذي قار .
    وإبنه العلامة المجاهد الشهيد السيد شاكر الياسري المتولد 1935 أو قبل ذلك . الذي إغتالته الطغمة البعثية الصدامية في النجف الأشرف عام 1988م وتقطن ذريته في مركز مدينة النجف الأشرف .
    كان السيد كدر قد هاجر مع ولده الشهيد السيد شاكر الى النجف الأشرف عام 1970 حيث جاء الأخير لطلب العلم في جامعتها العلمية الدينية العتيدة .. عاش السيد كدر عابدا في النجف الأشرف حتى عام 1980 وقد زاد على المئة عام 100عام . وتوفي ودفن في مقبرة وادي السلام بالقرب من مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام "
    مشاهدة المزيد


  • الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

    السادة آل ياسر الكبير " أخوة سمية "


    السادة آل ياسر (( أخوة سمية)) في العراق





    "السادة آل ياسر .. من أعرق وأرفع الأسر الهاشمية العلوية في العراق والمنطقة .. ذاع صيتهم في العراق كصمام أمان لحل النزاعات المجتمعية والسعي في الإصلاح بين الناس ونشر الصلاح .. وعرف عن السادة آل ياسر بأنهم أصحاب كرامات باهرة .. ساهم الياسريون في بناء العراق قديما وحديثا وكان لهم دورهم المشهود في... قيادة ثورة العشرين وماتلاها كثورة 1935 وإنتفاظة 1991 قدم آل ياسر المئات من الشهداء على مذبح حرية العراق عبر العقود المختلفة من تاريخ العراق .. ينتسب عموم السادة آل ياسر الى جدهم ياسر الكبير بن شوكة الكبير الذي هاجر الى العراق في القرن السادس الهجري وكان نقيبا شريف تهابه أسد خفان التي طلما أرعبت الشجعان إذ كانت تركع صاغرة أمامه .. ".
    وهي من الأسر الحسينية العلوية الهاشمية التي تنتمي إلى جدهم زيد الشهيد ( ع ) ولهذه التسمية أصل طريف , فقد كانت هناك امرأة أسمها (( سمية )) وليس (( أسمية )) ولكنها في اللفظ تلفظ مع ألألف .. وكانت مقطوعة من ألأهل والأقرباء , ويكثر زوجها إيذائها فاستجارت بهم فأجاروها وقالوا له أنها بمثابة أختهم , وق...د توعدوه إن عاد إلى إيذائها , فلم يـُؤذيها بعد ذلك , فسمتهم الناس إخوة أسمية إكراما ً لهذا الموقف وغلبت عليهم هذه التسمية ..

    وإخوة سمية هم أولاد سيد ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي بن خان بن خفان بن ياسر الكبير بن شوكة بن عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسين علي بن أحمد بن أبي عبد الله المعروف بكنيته بن محمد أبي الهيجاء بن أبي الحسين زيد ألأسود بن الحسين أبن أبي الحسن علي كتيله بن يحيى بن يحيى بن الحسين ذو الدمعة بن الفقيه زيد الشهيد ( ع ) بن ألأمام علي زين العابدين ( ع ) بن ألأمام الحسين ( ع ) بن ألأمام علي أبن أبي طالب( ع ) ...

    وهم سبعة أخوة :
    1- نوح
    2- فياض
    3- مذخور
    4- شليلة
    5- صافي
    6- خلف
    7- محمود

    ويمتد موطن الأسرة الأصلي من الناصرية الى الرفاعي والشطرة وسيد دخيل والخضر وسوق الشيوخ والمشخاب والنجف الأشرف والعمارة والبصرة وبعض المحافظات .. ويسكن قسم منهم في بغداد ..

    ويمتهن عدد كبير من أبنائها حرفة الزراعة ولهم أراضي شاسعة ,وأمتهنوا التجارة في الناصرية وبغداد وتولى العديد منهم مواقع متقدمة في المجتمع العراقي من أساتذة كبار وقادة سياسيين .. وقد هاجر قسم منم إلى النجف , وكان أولهم فياض الذي هاجر إلى هناك في مطلع القرن الثالث عشر الهجري , حيث استقل أبنائه هناك بأنفسهم وصاروا يعرفون بال فياض بعكس فرعهم في الرفاعي والذين هم أكثر التصاقا ً بأخوة أسمية من آل فياض في النجف ولا يعرفون بأنهم من إخوة أسمية .

    ومن أشهر آل فياض في النجف السيد هادي الفياض الكاتب والشاعر والعالم وعميد كلية الفقه الأسبق ( راجع عن ترجمته معجم رجال الفكر والأدب للاميني ج 2 ص 506 وكذلك شعراء الغري ج 12 ص 389 وكذلك الدليل الرسمي العراقي لعام 1960 ) . وكذلك الدكتور عبد الله فياض 1917 – 1984 الأستاذ والكاتب وعميد كليه التربية في الستينات .

    ومن ابرز رجال إخوة أسمية , السيد كاظم السيد علي ( المتوفى سنه 1950 ) والعلامة السيد عبد الزهراء الحسيني ( توفي في دمشق 1993 حيث دفن هناك ) . وللمزيد عنه راجع مجلة الموسم العدد العشرين 1994 ملف خاص عنه . وكذلك ( الفكر الجديد الصادرة بلندن . العدد التاسع آب 1994 وكذلك الكتب الآتية ( معجم المؤلفين العراقيين لكور كيس عواد ج 2 ص 274 و ( الذريعة ج 21 ص 97 ) و ( المعجم لداخل السيد حسن , الجزاء الأول ) ومعجم رجال الفكر للاميني ج 2 ص 505 – 506 ) ..

    ومن رجالات السادة أخوة أسمية السيد حسين السيد يعقوب السيد موسى المتوفي عام 1973 م .. وقد كان عميد الأسرة لسنوات عديدة الى حين وفاته ( رحمه الله ) .

    ومنهم السيد كدر السيد سلمان أحد قائدة ثورة 1935 في سوق الشيوخ ضد البرطانيين والتي حكم فيها بالإعدام وأحد أبطال ثورة العشرين 1920وماسبقها /1914ـ 1918 مع المجاهد الحبوبي كما ورد في كتاب وثائق من تاريخ المنتفك الوطني للدكتور عبد الله الجواري وغيره من المصادر ..

    ومن رجالاتها البارزين الشهيد السيد شاكر السيد كدر السيد سلمان السيد موسى السيد مذخور السيد ناصر شلال الياسري ـ 1988/ 1937الخطيب البارز ووكيل المرجعيات الدينية والمجاهد الكبير أحد شهداء الحملة المسعورة على الخطباء والعلماء 1988 ومن بعده نجله سماحة السيد محمد الياسري القاطن في النجف الأشرف .

    وكذلك آية الله السيد راضي الياسري العالم الكبير الذي شهدت له المحافل العلمية والإجتماعية بالفضل والعلم ونجله السيد محمد حسين الموجود حاليا في ذي قار .

    ومن وجهاء السادة أخوة أسمية السيد غانم بن السيد مناحي بن السيد سعيد بن السيد أسماعيل بن السيد نوح بن السيد ناصر وجيه وشاعر ..

    ومنهم السيد طاهر السيد ملحم الياسري الخطيب البارز صاحب كتاب الدين والتمدين ونجله الكاتب السيد أبو طه الحسيني .

    ومن شهدائها كذلك السيد منحر الياسري وعمه السيد إعذافة الذي قتل في ثورة 35 في سوق الشيوخ .

    وعميد الأسرة اليوم السيد محسن السيد نعمة الياسري الخصّـاي نسبة الى قريته . وهو ليس كبير السادة إخوة أسمية فحسب , بل هو ألان كبير السادة جميعا في محافظة ذي قار وممن يشهد له القاصي والداني بالكرم والجود والإصلاح بين الناس

    السيد محمد السيد شاكر السيد كدر السيد سلمان السيد موسى السيد مذخور السيد ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي خان بن خفان بن ياسر الكبير " ومنه لقب الياسري" بن شوكة الكبير بن عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسن علي بن أحمد أبو المنصور بن أبي عبد الله المعروف بكنيته بن أبي الهيجاء أحمد بن أبي الحسين زيد الأسوود بن الحسين بن أبي الحسن علي الملقب " علي كتيلة " بن يحيى المحدث بن يحيى الأول بن الحسين ذو الدمعة والعبرة بن الفقيه الثائر زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب "عليهم السلام"



    قصة السادة آل ياسر "أخوة سمية"
    السادة آل ياسر الكبير عدة حمائل من هذه الحمائل وأهمها هم أولاد شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي خان بن خفان بن ياسر الكبير وهما ناصر وباسر الصغير فأولاد ناصر بن شلال هم أخوة سمية وأولاد ياسر بن شلال هم أخوة منجة .. أما سبب التسمية فإلا أولاد السيد ناصر الياسري سبعة أخوة وهم مذخور ونوح ومحمود وخلف وص......افي وشليلة وفياض .. كانوا قد خرجوا في أحد الأعياد على خيلهم فوجدوا إمرأة تحطب الحطب وتبكي فإستكثروا عليها ذلك فسألوها عن سبب بكائها وعملها في مثل يوم العيد فقالت أنها "فصلية" ويكثر زوجها وأهله من إيذائها وإتعابها بإعتبار عدم وجود أخوة لي يدافعون عنها فسألوها عن إسمها فقالت " إسمية " فذهبوا وهم سادة آل ياسر معروفون بشجاعتهم وكرمهم وفضلهم الى زوجها وأهله وقالوا لهم نحن "أخوة إسمية" أي بمثابة أخوتها من هنا فصاعدا وتوعدوهم إن عادوا الى إيذائها فأصبحت معززة مكرمة فقد أبدلوا ذلها الى عز وقد مضت عليهم بين العشائر هذه النخوة "أخوة سمية" وهي من الصفات الممدوحة عند العرب والتي تدل على المروءة والشجاعة والغيرة والحمية ونصرة المظلوم والإنتصاف له من الظالم وكل صفات الخير .



    أولئك آبائي


    من أبيات في قصيدة ( أؤلئك آبائي) بحق السادة آل ياسر " أخوة سمية "
    للشاعر والأديب الكبير السيد جابر السيد غانم الياسري

    ألا أيها الركب المغذ بسيره *** الى حيث يرجى كل خير ويؤثر
    ألموا خفافا بالحمى وتوسموا *** بيوتا لها بالفضل أهل ومعشر
    أؤلئك آبائي فشيخ مشمر *** بمحرابه أو مؤمن متفكر
    كرام يرون الحمد أشرف مكسب *** يصان به مجد الجدود ويذخر
    كأن بهم من شوكة الخير نزعة *** بها ياسر من بعد طي سينشر
    فأكرم بهم في ساحة البذل عصبة ***بهم يزدهي الربع الجديب ويزهر
    هم الصفوة الأطهار من آل أحمد *** رعاها الحسين السبط لطفا وحيدر
    إذا ما شكاهم قسوة الدهر معوز *** أناطوا له رفدا به الدهر يقهر
    وإن خاف بطش الغادرين نزيلهم *** نضوا دونه البيض الصفاح وشمروا
    وكم سائل ماذا ترى عن سمية *** فقلت وذا ذكر لقومي معطر
    حماها أبونا بعد ذل وفاقة *** وأورثها عزا مدى الدهر يذكر
    ألسنا بني السادات من كل أصيد*** عصي على الأيام لا يتغير
    أطلوا على الدنيا نجوم هداية *** يزاح بهم ليل الظلام ويسفر
    وكانوا بأفواه المعادين علقما مريرا *** وفي أفواهنا الشهد يقطر
    تضي ظلام الليل بيض وجوههم *** وأسماؤهم في جبهة المجد تحفر
    فشوكة في دنيا المكارم ذروة *** تسامت فلا يدنوا اليها المقصر
    ومن كعلي في الرجال مهابة *** وقدرا على الأقران يعلوا ويكبر
    حذا حذو خفان وبارك نهجه *** وجاء بما يرضي الكرام ويبهر
    وما ياسر إلا فتى في عروقه *** لنفس أبي الهيجاء عزم مسعر
    ويحيى إبن يحيى وهو صنو مروءة*** ترق به النجوى ويحلو التذكر
    وذو العبرة الشاكي الى الله حزنه*** ولولا الأسى مافاض بالدمع محجر
    يشدهم زيد لأشرف عترة *** وما بسواها للموالين مفخر
    ومن كان يحيي الليل لله ضارعا ***يسبح في آلائه ويكبر
    هو الحجة السجاد أشبه خلقة *** بطه وأخلاقا ونعم المصور
    ينازع قلبي للحسين وآله *** هوى مثل ماء النبع إذ يتفجر
    فكيف ونحن الوارثون تراثه *** ومن حاد عن آبائه ليس يعذر
    ولست بغال أن أشيد بمجدكم *** ومنا أبو موسى الخطيب المبحر
    وذاك الشهيد الفذ مازال ذكره *** يعاودنا والموقف الصعب يذكر
    أبو حامد صنو المروءة والندى *** عزيز علينا ذكره حين ينشر
    إذا إفتخرت بالفضل يوما جماعة *** فذا شاكر منا وذا الشهم منحر