الأحد، 18 سبتمبر 2011

الياسري .. مسيرة نحو النجوم










الشهيد السعيد شاكر الياسري 

مسيرة نحو النجوم  

هو العلامة المجاهد الخطيب اللامع الشهيد السيد شاكر السيد كدر "قدر" السيد      سلمان السيد موسى السيد مذخور السيد ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي خان بن خفان بن ياسر الكبير " ومنه لقب الياسري" بن شوكة الكبير بن عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسن علي بن أحمد أبو المنصور بن أبي عبد الله المعروف بكنيته بن أبي الهيجاء أحمد بن أبي الحسين زيد الأسوود بن الحسين بن أبي الحسن علي الملقب " علي كتيلة " بن يحيى المحدث بن يحيى الأول بن الحسين ذو الدمعة والعبرة بن الفقيه الثائر زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب "عليهم السلام" > 
   ولد عام 1935 في مدينة سوق الشيوخ العريقة من مدن العراق في محافظة ذي قار مدينة الجهاد كما سماها المجاهد الحبوبي ..     من أسرة ذاع صيتها في جنوب ووسط العراق وهم السادة آل ياسر حمولة السادة أخوة سمية .. أسرة علم ودين وفضل وجهاد وأسرة مجد وكرم وشجاعة .. والده الثائر الوطني السيد كدر قدر السيد سلمان الياسري الذي قاوم المحتل البريطاني الى جانب المجاهد آية الله الحبوبي عام 1914 و1915 وشارك ببسالة في ثورة العشرين وكان له دور المفجر في ثورة 1935 والتي حكم على أثرها بالإعدام ونجى بكرامة شهيرة .. 
 
برز من أسرته آية الله السيد راضي الياسري والحجة السيد محمد حسين الياسري والمحقق الكبير السيد عبد الزهراء الخطيب الياسري والخطيب الكبير السيد طاهر ملحم الياسري والعلامة هادي فياض الياسري وغيرهم .. 
    
هاجر الى النجف الأشرف عام 1968م  طلبا للعلم الديني فيها بعد أن ذاق مرارات السجون في زمن الحكم العارفي ..
  
درس عند كبار العلماء كآية الله السيد محمود الشاهرودي وآية الله السيد محسن الحكيم وآية الله السيد روح الله الخميني وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله السيد نصر الله المستبط .إلتحق بجامعة النجف الدينية التي أسسها آية الله السيد محمد كلانتر وتخرج منها ومارس التدريس فيها .       وحاز على العديد من الوكالات العامة وأبرزها من المرجعين الكبيرين الحكيم والخوئي .
   
فبرز كعالم دين بارع ورع تقي زاهد وخطيب لامع شجاع جسور ومنبر جريء في زمن عنفوان الطاغية وذروة جبروته وظلمه .. لا تلومه في الله لومة لائم يقول الحق ولا ينظر خلفه .. تشهد له بذلك منابر ومساجد ومضائف العراق . 
   
فقد كانت مجالسه عامرة عقدت له المجالس في مختلف مناطق العراق وخارجه سيما في البصرة وذي قار والنجف وكربلاء وبغداد وغيرها كما عقد له مجلس في الصحن الحيدري الشريف كما كانت تعقد له المجالس في بيوت وبرانيات كبار العلماء في النجف الأشرف وينقل عنه أحد فضلاء الحوزة العلمية جرأته في مجالس العلماء في مطالبتهم بإظهار علمهم وكسر الجمود والتحجر والتحرك لتخليص الأمة من الظلم المحدق بها يوم كان لا يجرأ أحد على ذلك .. 
   
كان له دور كبير في بناء المساجد وأعمال الخير ورعاية الفقراء والمحرومين وكفالة الأيتام وعوائل الشهداء من ضحايا النظام الصدامي .برع في علوم الفقه والعقائد والتاريخ والأنساب كما برع في مجال العمل الإسلامي والخيري والعلاقات الإجتماعية وإصلاح ذات البين وهداية الناس الى سبيل الرشاد فقد إهتدى على يديه العديد من الشباب الذين كانوا قد ظلوا سواء السبيل ودخل بعضهم الى الحوزات الدينية وأصبح لهم شأن .
 
إهتم السيد الشهيد بجمع كلمة العشائر العراقية الأصيلة وجذبهم للصف الإسلامي وخصوصا من أبناء عشيرته السادة آل ياسر في العراق وقد جاب في سبيل ذلك مختلف المحافظات ومازالت مواثيقهم موقعة بختمه الشريف خصوصا السادة آل ياسر حمولة آخوة سمية وهو علامة في النسب والتحقيق وله مخطوطات في هذا المجال ..
 
كان يرعى أبناء الحركة الإسلامية ويرشدهم ويوجههم ويكن الحب والتقدير والإحترام لزعيمهم المؤسس المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وقد رعى عوائل الشهداء منهم فقد كان داره مثابة للقاء الثوار والمجاهدين والشباب المتدين .     كان نشاطه الديني والإجتماعي موضع توجس النظام لذا فقد فرضوا عليه رقابه وتعرض للعديد من المضايقات وحاولوا أن يمنعوه من مواصلة الخطابة والنشاط الديني بمختلف الوسائل وقد بائوا بالفشل فقد تحدى أجهزة القمع البعثية الصدامية مرات ومرات في إقامة المجالس الحسينية في سنوات المنع وله في ذلك ملاحم وقصص وفي قيادة المسيرات الراجلة الى كربلاء وتقديم الخدمات للزائرين رغم المطاردة
  . وقد كان السيد الشهيد على يقين من أمره وعلى علم وموعد مع الشهادة إذ ينقل دفانه أن الشهيد السيد شاكر الياسري جائني قبل يوم من إستشهاده وأخذني الى مكان قبره وقام بنفسه بفرش التراب في لحده والتمدد فيه ثم خرج وقال لي إستعد ليوم غد ستأتيك جنازة وكانت المفاجئة أن يأتي خبر إستشهاده في اليوم التالي غدرا على يد عصابات البعث الصدامي
  فما كان منهم إلا إتخاذ قرارهم المشؤوم بتصفيته بصورة مفجعة مروعة تستعيد الى الأذهان فاجعة جديه الحسين "ع" وزيد "رض" .. الذين طالما رثاهما بصوته الحزين الرخيم الجميل.. فقد إستدرجوه بطريقة خبيثة ثم قاموا بتصفيته بجهاز الثقب الكهربائي "دريل" حيث وجدت ثلاثة ثقوب في رأسه الشريف ثم ألقوا به ليلا في أحد شوارع النجف الأشرف وقاموا بسحقه بإحدى سيارات الأمن البعثي وذلك ليلة 25 / 5/ 1988 ضمن حملة مسعورة لإغتيال وتصفية خطباء المنبر الحسيني ذهب ضحيتها العشرات من الخطباء إتخذ قرارها المجرم صدام ونفذتها عصابات البعث للجريمة المنظمة .      أعقب السيد الشهيد أربعة من الذكور وهم حامد وماجد وخالد ومحمد ويعتبر ولده العلامة المجاهد السيد محمد الياسري من الرموز الدينية والسياسية والإجتماعية المؤثرة في المجتمع العراقي وفي النجف الأشرف.   وقد أبنه إبن عمه الأديب الكبير السيد جابر غانم الياسري بالأبيات التالية :
بأبي محـمد يحسن الــــذكر   ويبيـــت ملـــــئ رداءه الطهر
      ياثائرا بكت العيـــــون         دما لفراقه وتفجر الشعــر 
نفس تعشـق كــل مكرمة       لا الكــبر يثنيها ولاالوفــر
أبت الخضوع لغير بارئها        لم تخشى ما يأتي به الدهر

 وثوى ببيت لاعشير بـــه        إلا العلى والمجد والفخ
ـر

وفي موضع آخر

ولست بغال أن أشيد بمجدكم *** ومنا أبو موسى الخطيب المبحر

وذاك الشهيد الفذ مازال ذكره *** يعاودنا والموقف الصعب يذكر

أبو حامد صنو المروءة والندى *** عزيز علينا ذكره حين ينشر

إذا إفتخرت بالفضل يوما جماعة *** فذا شاكر منا وذا الشهم منحر

ولسان حاله 

تركتُ الخلقَ طراً في هواكا * وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا

فلو قطّعتني في الحب إرباً * لما مال الفؤادُ إلى سواكا

فخذ ما شئتَ يا مولاي مني * أنا القربانُ وجّهَني نداكا

أتيتك يا إلهي عند وعدي * منيباً علّني أحظى رضاكا

       أنا المشتاقُ للّقيا فخـــذني ***وهل لي منية إلا لقاكا
 
أقدّمُ كلَ مـــا عندي فداءً **** ومالي رغبةً إلاّ فداكا


سلكتُ الكربَ و الأهوالَ درباً * وجئتُ ملبياً أخطو خطاكا

وطلقتُ الحياة بساكنيها * وعفتُ الأهلَ ملتمسا قِراكا

                                      تعهدتُ الوفاءَ بكل دين *** ودينك يوم عاشورا أتاكا          
  

فسلام عليك يا أبا حامد يوم ولدت ويوم أستشهدت مضرجا بدمك ويوم تبعث حيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق