السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب الياسري : لقد أرخ ولادته كوركيس عواد في العام 1919م فيما قال ألأميني في عام 1918م وقد أرخ لولادته أيضا الشيخ حيدر المرجاني (1338هـ) ومثله الأغا برزك الطهراني في ذريعته .
كانت له علاقة متينة مع المجاهد الشيخ كاشف الغطاء وقد قدم الشيخ جعفر كاشف الغطاء له في كتابه الأنف الذكر وأشاد به وقد كان له شرف ملازمة الشيخ فقد نزل في مدرسته للعلوم الدينية وتتلمذ على يده ويد الشيخ أسد حيدر وقد أصبح السيد رحمه الله الكاتب الشخصي للشيخ كاشف الغطاء قدس سره الشريف وقد كانت بصماته واضحة على أسلوب وعلم السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب الياسري .
وهو من أعلام المنبر الحسيني ومن العلماء المشار إليهم بالبنان قدم كتاب يعد من أروع ما كتب في نهج البلاغة وهو بأربعة أجزاء اسمه مصادر نهج البلاغة وأسانيده وكان قد تكلم السيد رحمه الله في مقدمته انه ومنذ صباه كان يهيئ لمثل هذا العمل الكبير وقد أشاد به جملة من العلماء أمثال الشيخ حسن الصفار في كتابه ( رؤى الحياة في نهج البلاغة ) :
" وأخيرا اصدر احد العلماء موسوعة جيدة اثبت فيها أسانيد ومصادر كل خطبة ورسالة وكلمة من (نهج البلاغة) وهو العلامة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب الياسري والذي قام بتحقيق نسبة ما في ( نهج البلاغة) إلى الإمام علي بالاعتماد على مصادر موثقة من كتب التاريخ والأدب اغلبها كان مؤلفاً قبل نهج البلاغة وبعضها تروي كلام الإمام بإسناد متصلة لا تمر في طريقها على نهج البلاغة ولا على جامعه الشريف الرضي . وقد طبع هذا العمل العلمي الهام في أربعة مجلدات تحت عنوان مصادر نهج البلاغة تقرب عدد صفحاتها على ( 1870 ) صفحة .
ويقول الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين :
( ثلاثة أقلام كان لها الدور المميز في أغناء المكتبة العربية بهذا النهج البلاغي العظيم : الشريف الرضي في اختياره .. وابن أبي الحديد في شرحه .. والسيد عبد الزهراء الحسيني في رد الشبهة عنه )أما الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان فيقول :( ولعل آخر دراسة توثيقية هامة وشاملة اتبع فيها منهاج النقد الخارجي هي دراسة الأستاذ السيد عبد الزهراء الخطيب الياسري التي نشرها في كتابه مصادر نهج البلاغة ) وغيرها الكثير من الأقوال التي ذكرت جهد هذا السيد الجليل والعالم النبيل والذي حقيقتا مما يفخر به المرء حينما ينتسب لمدينة مشى عليها مثله في يوم من الأيام لا بل ولد عليها وتربى وكتب هذا السفر الخالد فيها,
وبعد سلسلة من الانتقالات انطفأت شمعة حياة السيد الحسيني الياسري في دمشق عام 1993 ودفن في مقبرة السيدة زينب (ع) ولكن سراج علمه سيبقى مضيء إلى ما شاء الله وللسيد بالإضافة الى ما ذكرنا عدة كتب أخرى منها :
1 - كتاب الشافي في الإمامة ( تحقيق وتعليق ) 4 أجزاء
2 - الغارات للثقفي ( تحقيق وتعليق )
3 _ منار الهدى ( تحقيق وتنقيح وتعليق )
4 - مصادر الخلاف للشيخ الطوسي ( تحقيق )
5 - شرائع الإسلام ( شرح وتعليق ) 8 أجزاء
6 - مائة شاهد وشاهد من معاني كلام الإمام علي (عليه السلام) في شعر ابي الطيب المتنبي .
المؤسف أن مأساة العراق حالت دون أن ينجز العلامة الحسيني الياسري الأهم من مشاريعه الأدبية وهو في بدايته والذي لو قدّر له أن ينجزه لغيّر الكثير من المسلمات في التراث العربي، وهو كتاب (التحريف والتصحيف) لكل ما وقع في التراث العربي المخطوط والمطبوع، والذي كان مقدراً له أن يكون في عشر مجلدات، ناهيك عن كتابين آخرين صادر النظام الفاشي مسوداتهما مع مكتبته الثمينة الغنية بمخطوطاتها وقد حالت آلام الغربة بينه وبين إعادة كتابتهما، هما: عمر بن عبد العزيز وعمل مسرحي عن كربلاء, إن مثل هذه الشخصية الفذة الزاخرة بالعلم والمعرفة والفضيلة تستحق أن يكون لها ما يزيد في تخليد أثرها في الحياة وخاصة في المدينة التي شاء الله أن يتنفس هوائها ويمشي على أرضها فيا حبذا لو يطبع اسمه الشريف على شارع من شوارعها أو حي من أحيائها السكنية ويبقى هذا مقترح مطروح أمامكم واعتذر عن الإطالة .
بقلم |مجاهد منعثر منشد
ونحن نعيش في أجواء محرم وماساة الطف الدامية ,وما لحقتها من مصائب الاليمة جرت على اسرة الامام الحسين (عليه السلام) ,وصولا لاحياء ذكرى الاربعينية .
وبين ثنايا هذه الاحزان ,ستكون ذكريات لرحيل بعض خدام المنبر الحسيني ,الذين كان لهم دورا رائدا ومميزا لنقل الماساة والمصائب التي تجرعها أهل البيت (عليهم السلام) وتحملوا الالم تلو الالم الممزوج بالفاجعة .
فكان دور هؤلاء الخدام الذين تشرفوا بهذه الهوية الكبرى ,وهذا العنوان الخالد ,أن يبتكروا أساليب عصرية حديثة ,والتي اصبحت فيما بعد أساس لفن الخطابة .فنقلوا النهضة الحسينية نقله نوعية الى المجتمعات الاسلامية .
ولقد كان أحد الاوتاد التأسيسية لهذا الفن الابداعي سماحة العلامة السيد عبد الزهرة الخطيب ,والذي ستكون ذكرى وفاته بتاريخ 24|12 .
لقد كان (رحمه الله ) مفيدا وجذابا ومؤثرا ,ويتمتع بعدد من المميزات الذهنية والاخلاقية ,فكان بين الذكاء ,سريع الخاطر ,نافذ الحجة ,قادرا على تقليب الافكار ,وذاكرته زاخره بالمعلومات والمعارف والشواهد .
وقد خدم المنبر الحسيني لمدة خمسين عام , وبسبب حبه المنبر قال : لو خيرت بين أعلى المراتب الدينية ,واسمى المناصب الدنيوية ,وبين ان أكون خطيبا ناجحا لما اخترت عليها غيرها,وماتركتها حتى تركتني ,ومارغبت عنها حتى رغبت عني بسبب كبر سني ,وضعف بدني ,ونسيان اكثر محفوظاتي.
يقول سماحة الشيخ محمد باقر الناصري (اعزه الله ) عن السيد الخطيب : أنه من الخطباء المعدودين الذين لم تثنهم محاولات القمع والترهيب على الاستمرار في المواجهة ,فكان سليط اللسان قوي الحجة وذا تأثير كبير في الاواسط الشعبية .
وكانت مجالسه(رحمه الله ) عامره سواء في العراق أم في خارجه كالبحرين والكويت ولبنان والامارات .
وقال الدكتور مصطفى جمال الدين :ثلاثة اقلام كان لها الدور المميز في أغناء المكتبة العربية بهذا النهج البلاغي العظمي.
الشريف الرضي في اختياره
وابن ابي الحديد في شرحه
والسيد عبد الزهرة الحسيني في الرد الشبه عنه .
نسب العلامة السيد الخطيب
هو السيد عبد الزهرة بن حسين بن جبر بن خفي بن حمود بن نوح بن ناصر بن شلال بن محمود بن محمد بن شوكة بن علي بن عفان بن ياسر (الاول ) بن شوكة بن عبد الله بن أبي الحسين علي ( المعروف بالشويكة ,ويقال لوالده وولد اخيه الحسن بنو الشويكة ),بن احمد بن أبي عبد الله بن ابي الهيجاء محمد بن ابي الحسين زيد الاسود بن الحسين بن ابي الحسن علي بن يحيي (الثاني) بن يحيي (الاول ) بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام زين العابدين بن الحسين الشهيد بن امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (عليهم السلام)(1).
وعشيرة العلامة الخطيب (الياسري ) ونخوتهم (أخوة سميه ) موطنهم في الناصرية .
كانت ولادته في مدينة الخضر عام (1920م|1338هــ )(2).
نشا في كنف اخواله الشيخين أسد حيدر (صاحب كتاب الامام الصادق والمذاهب الاربعة ) ,وطالب حيدر .
دراسته
اكمل الدراسة الابتدائية عام 1935 م ,ومنذ صغره كان يدرس العلوم العربية والاسلامية (المقدمات ) كالنحو والمنطق على يد اخواله الشيخين اسد حيدر وطالب حيدر ,وانتقل الى مدرسة الامام محمد حسين كاشف الغطاء ليواصل دراسته (3).
وعندما بلغ عمره 16 سنة ,كتب رسالة الى الامام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء يبدي فيها رغبته لطلب العلوم الدينية ,فكتب له الامام الشيخ الغطاء بالقدوم اليه ,وذهب في عام 1936 الى النجف الاشرف ,ونزل في مدرسة الشيخ الغطاء ,ولازمه طيلة مراحل حياته ,واصبح كاتبه الخاص .
و اساتذته هم :
1. الامام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (1877م ـ 1954م).
2. الشيخ طالب حيدر .
3. الشيخ أسد حيدر .
4. الشيخ علي المرهون .
5. السيد سعدون البعاج الخطيب .
وكان استاذه في الخطابة السيد كاظم الحسيني الذي أخذ عنه الخطابة ولازمه وتأثر به .
وكانت فترة الملازمة لمدة عشرة سنوات ,وأستمع اليه عشرين سنة (4).
مؤلفاته
1.مصدر نهج البلاغة واسانيده (4مجلدات ),وهو الكتاب الاول من مؤلفاته عام 1966,وقد أستغرقت كتابته خمس عشرة سنة .
يقول الشيخ حسن الصفار في كتابه ( رؤى الحياة في نهج البلاغة )
اما الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان فيقول :
( ولعل اخر دراسة توثيقية هامة وشاملة اتبع فيها منهاج النقد الخارجي هي دراسة الاستاذ السيد عبد الزهراء الخطيب التي نشرها في كتابه مصادر نهج البلاغة ).
1. مصدر الخلافة
2. أشعة من منار الهدى (تحقيق وتنقيح وتعليق )
3. الغارات للثقفي (تحقيق وتعليق )
4. الشافي في الامامة (تحقيق وتعليق)(4 أجزاء)
5. شرائع الاسلام في مسائل الحلال والحرام (شرح وتعليق )(8اجزاء).
6. مائة شاهد وشاهد
7. مصدر الحكمة المنثورة (مخطوط ).
وله مؤلفات أخرى منها :
أ.التحريف والتصحيف عشرة مجلدات .
ب. وكتابين هما ( عمر بن عبد العزيز ) و(عمل مسرحي في كربلاء ) وهذين الكتابين تمت مصادرتهما من قبل النظام العفلقي من مكتبته (5).
أخلاقه
كماكان عملاق في الادب والخطابة ,كان يتميز باخلاق عاليه ,فيحب الاخرين ,ومتواضع , وعفيف ,وقد ذكرنا بأنه كان مؤثر ,ومن أحد تأثيراته على الاخرين ,عندما كان في دولة الامارات تم منحه منصب مسؤول الوقف الشيعي في دبي,فكان عنده خادم هندي مسلم من الطائفة السنية ,ونتيجة حب الخادم لسماحته وتعلقه به سمى أبنتة بالزهراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق